
الرئيس الإماراتي في فرنسا و مباحثات دولية لأمن الطاقة

مع بدء الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الاثنين بأول زيارة دولة خارجية له منذ توليه منصبه، توقعات ليشهد توقيع اتفاقيات تشمل الطاقة من بين مجالات اخرى. واستقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وزوجته بريجيت في استقبال الشيخ محمد بن زايد عند مدخل الإليزيه اضافه لزيارة الرئيس الإماراتي في وقت سابق ساحة متحف الجيش الوطني حيث استقبله وزير الدفاع سباستيان لوكونور. وقرر الرئيسان الإجتماع على مأدبة غداء قبل أن يلتقيا مجددا في المساء لحضور عشاء رسمي في قصر فرساي بحضور مئة ضيف. وسيزور الشيخ محمد بن زايد مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية. وسيقلّد ماكرون الشيخ محمد بن زايد شارة الصليب الأكبر من وسام جوقة الشرف الوطني وهدية هي عبارة عن نسخة من عام 1535 لخريطة عالم الجغرافيا الألماني لورنز فرايز لشبه الجزيرة العربية ونقلا عن كالة أنباء الإمارات، عقد الرئيسان جلسة مباحثات "تناولت الفرص الواعدة لتطوير التعاون وتوسيع آفاقه في مختلف الجوانب ومجمل التطورات والقضايا الإقليمية والدولية". وقال الرئيس الإماراتي إنّ "الطاقة بكل أنواعها تمثل أحد أهم مجالات التعاون بين البلدين والإمارات حريصة على دعم أمن الطاقة في العالم عامة وفي فرنسا الصديقة خاصة". ومع استمرار الزياره حتى الثلاثاء، من المتوقع التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن زيادة التعاون في مجال الطاقة بين الدولة الخليجية الغنية بالنفط، وفرنسا التي تسعي لتنويع مصادرها من المحروقات في ظل تضخم متزايد بسبب ارتفاع الاسعار منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وقال مستشار رئاسي فرنسي في وقت سابق إنّ أحد أهم البنود خلال زيارة رئيس الامارات هو "الإعلان عن ضمانات تقدّمها الامارات بشأن كميات امدادات المحروقات (الديزل فقط) لفرنسا". مضيفاً أنّ "فرنسا تسعى إلى تنويع مصادر إمدادها على خلفية الصراع في أوكرانيا، وضمن هذا السياق يتم التفاوض على هذه الاتفاقية"، علما ان الإمارات لا تزود فرنسا بالديزل في الوقت الحالي. وتشمل اتفاقية "الشراكة الإستراتيجية الشاملة للطاقة" التي ينوي البلدان التوقيع عليها الاثنين، الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة والهيدروجين وغيرها، على أن تعزّز التعاون في التنقيب عن الغاز خصوصا عبر شركة "توتال" الفرنسية. وادركت أوروبا بعد نشوب الحرب ان اتجاهها نحو الطاقه البديله متخليه عن النفط والغاز لس الخيار الأفضل وفقاً لما تراه الإمارات، بل أنّه يجب اعتماد نهج أكثر توازنا يمكن أن تلعب الدولة النفطية دورا فيه. وإضافة لمسألة الطاقة، سيتم التوقيع على مذكرات تفاهم وعقود في مجالي النقل ومعالجة النفايات وغيرها خلال أول زيارة دولة خارجية لرئيس الإمارات منذ توليه منصبه في أيار/مايو الماضي. ونرى مظاهر تطور العلاقات بين البلدين بشكل كبير في السنوات الماضية.قالإمارات موطن للفرع الأجنبي الوحيد لمتحف اللوفر ولأكبر جالية من المغتربين الفرنسيين والفرنكوفونيين في منطقة الخليج. كما أنها تستضيف قاعدة عسكرية بحرية فرنسية. ونقلا عن مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية أنور قرقاش إن "اختيار فرنسا كأول زيارة رسمية للرئيس هو قرار واع يستند إلى العلاقات التاريخية بين البلدين ولكن أيضًا إلى إمكانية تعاون ونمو أكبر مع فرنسا". وأضاف"الإمارات مصمّمة على أن تظل شريكا موثوقا في مجال الطاقة، حيث انها تستثمر في زيادة القدرة لتلبية الطلب العالمي. لقد قمنا ببيع نفطنا إلى الشرق الأقصى لمدة 40 عامًا، ونحن الآن نوجهه نحو أوروبا في وقت الأزمة". وذكرت السفيرة الإماراتية في باريس هند العتيبة لوكالة فرانس برس "وقفت العديد من الدول إلى جانبنا في وجه عدوان الحوثيين في اليمن، ونقدّر أنّ فرنسا كانت واحدة من هذه الدول، وهو ما كان عاملاً في اختيار سموه لفرنسا كأوّل محطة خارجية له. ويجب ان نذكر أنه في كانون الاول/ديسمبر وقّعت الإمارات عقدا قياسيا بقيمة 14 مليار يورو لشراء 80 طائرة حربية من طراز رافال في خضم هجمات غير مسبوقة للمتمردين الحوثيين على أراضيها ومسارعة فرنسا لتقديم دعم عسكري لها للتصدي لهذه الهجمات. .